30 ظاهرة خارقة حيرت العلماء ( الاولى )

الصبى الذى ذهب .......... الى اعلى
" النجدة .. انهم يأخذونى " تلك كانت الصيحات التى اطلقها اوليفر توماس , فجعلت افراد الاسرة يتدافعون خارج البيت , يجرون على الارض التى كساها الجليد . وقفوا فى مكانهم بلا حراك , ذلك لان الصوت كان ياتى من اعلاهم .. من فوق الرؤوس , وحتى اليوم لا يعرف احد كيف سحب الصبى اوليفر الى اعلى.. ذلك الصبى الذى لم يعد الى اهله ابدا .
حدث هذا فى عام 1909 فى احتفالات الكريسماس . كان الجليد يتساقط غزيرا فيغطى الارض والحظائر عند سفح جبال ويلز , فى احد البيوت المقامة عند سفح الجبل فى بريكون , اجتمع 12 شخص للاحتفال بالكريسماس , كان الجو قارس البرودة فى الخارج , وفى داخل المنزل كانت الاسرة مجتمعة حول النار فى حلقة يقلبون ابو فروة على الجمر الملتهب , وفى طرف بعيد عن الحلقة كان الصبى اوليفر يجلس هادئا يقلب ثمرة ابو فروة ساخنة بكسل لذيذ .. كانت اعياد الكريسماس بالنسبة له متعة كبرى .
كان المشهد دافئا , ولم يكن احد يعرف ان هذا الاجتماع العائلى سيتحول الى كابوس فظيع ينبض بال رعب والفزع , بقى الامر سرا لم يقدر احد على فض اختامه .
كان الاحتفال الاخير للصبى اوليفر لانه فى ذلك اليوم صعد مرتفعا الى الفضاء , ولم يره احد بعد ذلك .
الذين حضروا احتفال الكريسماس كانوا يعرفون بعضهم البعض جيدا , وفى الخارج توقف الجليد عن الهطول وقد وصل ارتفاعة الى خمس بوصات او يزيد , ملاءة بيضاء واسعة مفروشة على الارض . وكانت السماء بلا نجوم .
قبل الحادية عشرة مساء بقليل , لاحظ الاب ان دلو الماء القريب من الحوض قد فرغ تقريبا , فطلب من اوليفر ملئ الدلو بماء نظيف من البئر فى الساحة الخلفية للبيت, وضع اوليفر حذاءه الطويل الواصل لركبتيه , وفتح الباب الخلفى للبيت , وخرج حاملا الدلو فى ذراعه .
اغلق اوليفر الباب خلفه وبعدها بعشر ثوانى تقريبا , سمع جميع من فى البيت صرخاته وهو يطلب النجدة , اختطف القس المصباح الغاز وهو مندفع من الباب الخلفى مع باقى الحضور , القى بضوء المصباح على الساحة الخلفية التى كانت خالية تماما , لكن الاعلى فوقهم كانت مليئة بالاصوات , صرخات تتلوها صرخات من الصبى , بعثت الرعب فى قلوب الواقفين ,استمعوا الى صرخات الصبى .. " النجدة ... انهم يأخذونى ... النجدة ".
اتفق الحضور بعد ذلك ان الاصوات كانت تصدر من فوقهم .. مكان ما اعلى رؤوسهم ,برعب قاتل اخذ يصرخ الفتى , لكن ممن؟ لا يعلمون.
اخذ يدورون حول انفسهم ينظرون لاعلى يبحثون عن الصبى الغائب .. ثم راحت تختفى صرخاته تدريجيا الى ان توقفت تماما , بقوا مكانهم لا يدرون ماذا يفعلون الى ان استسلموا الى واقعهم ورجعوا للمنزل منتظرين رجوعه .
عندما قرعت اجراس الميلاد اخذ القسيس يتلو الصلاة بان يرحم الفتى اينما كان .
وفى صباح اليوم التالى تقاطرت عربات الشرطة على المكان وعاينوا اثار الاقدام وكانت المفاجأة عندما وجدوا الاثار ممتدة حوالى 75 قدما فقط ووجدوا الدلو على بعد 15 قدم من اخر مكان وقف فيه الصبى , فحصوا البئر جيدا على امل ان يجدوا جثة الطفل ولكن كان ذلك بلا فائدة , فى ضوء النهار كان من الواضح ان اثار الاقدام لم تصل ابدا الى البئر , وان الصبى لم يتوقف مكانه ولم يلتفت ورائه وبقى التفسير الوحيد انه رفع لاعلى بطريقة لم يعرفها احد الى الان .
وكان تقرير الشرطة ان الصبى اوليفر توماس قد ذهب .... الى اعلى .
كانت اعياد الميلاد بالنسبة لاهل الصبى الذين يعيشون فى المنزل , مناسبات حزينة تقلب الذكريات السيئة. وكانت امالهم فى عودة الصبى تتبدد يوما بعد يوم , الى ان فقدوا الامل فى رجوعه نهائيا .
وايقنوا انه ذهب بلا رجعة ... لكن الى اين ؟ وكيف ؟ لا احد يعلم .
بعد يومين من عيد الميلاد , عاد الجليد للسقوط مرة اخرى , والقى بملاءة جديدة على الساحة الخلفية , محت الاثار الاخيرة للصبى اوليفر توماس . كما ملأت الثغرة التى سببها سقوط الدلو .
لم يبق من اثر .... فيما عدا صرخات الصبى الخافتة ... مختلطة بصفير الرياح .